إذا كان مديرك او زميلك من الشخصية العنيدة، أبرز صفاتها وكيفية التعامل معها

+ حجم الخط -

q

 الشخصية العنيدة، أبرز صفاتها وكيفية التعامل معها

يمكن أن نعرّف صاحب الشخصيّة العنيدة بأنّه شخصٌ متشبّثٌ بآرائه وأفكاره، ولا يسهُل إقناعُه بقبول الرأي المخالف له أو بتغيير آرائه وقناعاته حول أمرٍ ما. والعِناد هو إحدى الصفات السلبيّة في الشخصية العنيدة، والتي يُمكن أن تقف عائقاً في طريق تطوّر الشخص وتقدّمه في الحياة، ونحن بالطبع لا نتكلّم عن الإصرار الذي يدفع الشخص إلى المثابرة والسعي المستمرّ لتحقيق الأهداف، بل عن العناد، وكما قال الشاعر الكساندر بوب " الشّخص العنيد لا يمتلِك آراءً، بل آراؤه تتملّكُه"، وسنتعرّف في هذا المقال على أهم صفات الشخصية العنيدة وطُرق التعامل مع الشخص العنيد.[١]


صفات صاحب الشخصيّة العنيدة

  • يخشى التغيير: يمتاز صاحِب الشخصيّة العنيدة بالقُدرة على مُقاومة التغيير، ويَرى أنّ أي تغيير بالخُطط أو المواقف يُشكّل تهديداً مُباشراً له، فيرفُضه قطعاً ويبقى متشبّثاً بموقفه، كما أنّه لا يَقبل أنْ يَتكيّف مع التغيّرات الطّارئة في الحياة، بَل قد يلجأ إلى استراتيجيات غيرسليمة كإنكارِ الواقع والهُروب منه، كما أنّه من الصّعب بل وأحياناً من المستحيل أن يُغيّر رأيه ويتبنّى الرأي المغاير له. [٢]
  • لا يُرحّب بأفكار الآخرين: فصاحِب الشخصيّة العنيدة لا يقبل اقتراحات الآخرين وأفكارهم ولا يُرحّب بها، وخاصّةً إنْ كانت خارج حُدود تفكيره وقَناعاته، وكمثالٍ بسيط، قد يقترح أحدُ زملاء العمل استراتيجيةً معيّنة لجَذب المُستثمرين، ولكنّها قد تكون مُختلفة عن تلك التي يُريدها صاحب الشخصية العنيدة، حينها لن يتقبّل اصاحب الشخصيّة العنان يناقشها أو يعمل بها وإنْ كانت ذات نواحٍ إيجابية عّدة، وحتّى إن اتّفق غالبية الزُّملاء عليها، سيبقَ رافضاً لها ومتشبّثاً باستراتيجيته. [٣]
  • يجادل حول كلّ شيء: فلا يُمكن أن تمر فكرة ٌ ما بسلامٍ بدون جدالٍ وإصرار، فهو يُجادل حول كُلّ الأمور ويرفُض تقبُّل الرأي الآخر، فالهَدف الأسمى هو أنْ ينتَصر بالجِدال مهما كلّف الأمر، لذلك من المُمكن أنْ تكونَ الحياةُ مع شخصٍ عنيدٍ -كشريكِ حياة أو صديق أو زميل عمل أو رئيس- صعبة، فقد يميل إلى تجريحِ الآخر لإثبات وجهَة نَظره، فهو يَنتقد الشّخص نفسه لا أفكاره. [٤]
  • عدم الاعتراف بالخطأ: فصاحب الشخصية العنيدة لا يعترف بخطئه مهما كلّف الأمر، بل سيجِد طريقةً لإقناع الآخرين أنّه ما زال على صواب، حيث إنّ الاعتذار أمرٌ صعب جداً عليه، لأنّ فيه نوعاً من الخضوع والإقرار بالذنب، وهو أمرٌ لا يمكن أنْ يحتمله. [٥]
  • قول كلمة "لا" أكثر من "نعم": فالشخص صاحب الشخصية العنيدة يُقابل أيّة أفكار، وآراء، واقتراحات، وتغيّرات بالرفض، فهو لا يستمع إلّا لصوت نفسه، ولا يرى إلّا أفكاره وآراءه، وهو ذات عقليّة منغلقة لا تقبل الآخر برؤيته وآرائه المختلفة.
  • انتقاد الشخوص وليس الأفكار: فالشخص صاحب الشخصية العنيدة يميل غالباً إلى انتقاد الشخص المُخالف له ولأفكاره، وقد يلجأ لأسلوب الاستهزاء من الشخص والتنمّر عليه في بعض الأحيان، لأجل إثبات رأيه وأنّه على صواب، فيميل إلى التقليل من الرأي الآخر وتجريحه، فهو كما ذكرنا مسبقاً يرفض أية أفكار مغايرة له ولا يتقبل التغيير والاختلاف. [٦]


كيف تتعامل مع الشخص العنيد؟

لا بدّ أنّك تعرف شخصاً عنيداً في محيطك الاجتماعيّ أو المهنيّ وترغب بأن تتعامل معه بالشكل الصحيح، سنذكر هنا بعض النقاط الرئيسية:

  • خُذ نفساً عميقاً وكُن صبوراً: حاوِل أن تتمالك أعصابَك ولا تنفَعل وتنخَرط في جِدال عقيم مع الشخص العنيد، فالتحكّم بالغضب يجعلُك قويّاً ويُساعدك في توصيل أفكارك، أمّا الغضب والانفعال فلن يؤدّيا إلى نهاية مُرضية أو سعيدة. عليك أن تكون صبوراً، فعملية إقناع الشخص صاحب الشخصية العنيدة بتبنّي فكرة أو عادة جديدة مختلفة تأخذُ وقتاً، لأنّ الشخص العنيد لا يُحب التغييرات المفاجئة. [٧]
  • جامِله بطريقة صادقة: أثْنِ على رأيه، وأفكاره ولا تجعله يشعر بأنك لا تُقدرها أو تقلّل منها، لأن الاعتراف بأنّ رأيه جيّد وصائب، سيجعله يُنصت لك ولما لديك من أفكار، وسيكون أكثر انفتاحاً لتقبلها، ولكن لا تُبالغ بالمديح أو المجاملة مما يجعلُك تبدو متملّقاً أو كأنّك ترغب باستمالته لتقبّل رأيك. [٨]
  • لا تخبره بأنّ رأيه خاطئ: حتى وإن كان كذلك، لأن آخر ما يودّ الشخص العنيد سماعه هو أنه على خطأ، سيجعله ذلك يتّخذ موقفاً دفاعيّاً جداً، ولن يستمع لما لديك. أخبره أن فكرته قد تكون رائعة، ولكن لمَ لا تجرّب فكرة أخرى رائعة؟ حاول أن تستميله لجانبك، ووأن تجعله يشعُر أنّه هناك من ينصت إليه، إن كنت تُريد منه أن يتّبع خُطّتك أو يستمع إليها، أخبره أن نتائجها ستكون إيجابية عليه وتصُبّ في مصلحته، وأنّ أفكاره قد تصلح في وقتٍ آخر. [٩]
  • كن حازماً: لا تستسلم لخياراته، فمن حقّك أن تعبّر عن أفكارك وتنفّذها ولو مرّة. إنّ الشخص العنيد يستمد عناده وقوّته في الإقناع من ضعف موقف الأشخاص الآخرين؛ فلو أن أحداً ما وقف و أصرّ على فكرته ودافع عنها بوضوح ستجد الشخص العنيد قد بدأ يُنصت، ويُفكّر، ويتفاعل، وقد يُذعِن ويتبنّى آراء الآخرين. كن حازماً في موقفك ودافع عن رأيك بكل وضوح، فذلك سيدفع الشخص العنيد لاحترامك والإنصات إليك. [١٠]
  • ساعِده ليكون أكثر انفتاحاً: صاحب الشخصية العنيدة لا يرى أنّ هُناك فكرة أفضل من فِكرته، أو طريقة أفضل من طريقته. ساعِده ليَرى وُجهة نظرك التي هي بنفس جودة فِكرته أو قد تكون رُبّما أفضل. اشرح لَه كم فكرتك مُهمّة بالنسبة إليك وكم يعني لَك تَحقيقها. اطلُب منه بِحَزم أنْ يحترم رأيك ويُنصت إليه. تَكلّم بوُضوح وبُبطء لمُساعدته على استيعاب الأفكار الجديدة والمختلفة، واحتفلوا بالوصول إلى اتّفاق ما، ومجّدوا هذه اللّحظة. [١١]